28 أكتوبر 2008



الساعة الخامسة و العشرون.....مِلْكُنَا


في اليوم 24 ساعة و لكنهم لا يَكْفُونْ....

أَضَفْتُ الساعة الخامسة و عشرين كي نكون معا

أجل هي ساعة رسمنا دقاتها معا و صوٌَرنا عقاربها بنبضات قلبيْنا

هي الساعة التي أشعر فيها أنها لنا وحدنا، نعيش دقائقها و ثوانيها

نروي فيها حكاياتنا و آلامنا، نقص عليها قسوة الأيام عندما فرٌقَتْنا

ساعة نسرقها من زمن تحكٌم هو بنا

أجل إنها مِلْك لنا، و نُسَيٌِرُها مثلما نريد، لن تكون ساعة تزيد عن حاجتنا

إنما ستكون حاجتُنا و سنعيشها لحظة بلحظة و نرويها حبا لتعيش

الساعة الخامسة و العشرين سنحكيها للزمن و نقول له إمضي و لا تخف

إمضي و أعلم أننا لن نظلم ما أعطيتنا من وقت إنما ننصف قلوبنا العطشي

ننصفها كي لا تشعر بالألم و نقول لها "هدية لكي أيتها القلوب فأرتوي"

23 أكتوبر 2008



أبتي لقد عدت

كنت أقترب أكثر فأكثر، كانت نبضات قلبي تتسارع كلما إقتربت، نسيت كل شيء و أخذت أجري متجهة نحوه كأنه يناديني أو كأني أري يديه تستقبلني لتضمني، و لكن هيهات......وصلت إليه لكن لم يكن موجودا أمامي، وصلت إليه و قد أحكمت ضم نفسي كي أشعر بأنه يضمني... جلست و قلت مرحبا أبتي، و لكنه لم يرد...هل أنت غاضب يا مني يا أبتي؟ ثانية لم يجب....معك حق، تركتك و رحلت، أجل فرقتنا الظروف يوما و هي نفسها من جمعتنا و لكن القدر فرقنا في المرة الثالثة، أجل أنا مقصرة جدا و لكن ألا يصلك سلامي كل يوم؟ أجل أحاكي نسمات الهواء و أقول لهاسلمي علي أبتي، أرفع يدايا في كل صلاة و أطلب من الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.....ألازلت غاضبا؟؟آه يا أبتي مرت شهور و أنا أنتظر هذه اللحظة كي أحدثك فيها، أتسمع قلبي؟؟ أتسمع نحيبه و عتابه علي الأيام؟ أبتي من دونك أنا جسد من دون روح، من دونك أنا بدون إسم، لا وطن و لا منزل لي غير اللجوء لله علٌه يخفف هم القلوب، أبتي هل أنت راض عني؟ أقسم أني أفعل المستحيل كي أرفع إسمك فوق السحاب، أتذكر أحلامنا؟ يوم نظرت لي و إبتسمت ثم قلت لي: كبِرت و خوفي أن أترككِ، يومها قلت لك أنت معي و ستبقي معي و لن يفرقنا أحد، حتي الموت لن يكون حاجزا بيننا. أبي علمتني كل شيئ إلا شيئا واحدا فقط..... و هاأني أدفع الثمن، أجل علمتني أن نضحك معا و أن نبكي معا، علمتني أن نبتسم معا و أن نغضب معا، علمتني أن نصفق معا و أن نتقاسم تجديف مركب الحياة و أن نصل لبر الأمان معا، علمتني أن أحلم لأجلك و أن أنتظر قدوم الغد لأراك تبتسم فيه، أبي و لكنك نسيت أن تعلمني شيئا واحدا و هو أن أعيش من دونك، أجل لم تعلمني ذلك و تركتني دون توديعي بل و بقيت في قلبي تلك اللحظة عندما أخذوك من المطار دون أن تدخل منزلك، أنا آسفة يا أبتي لأني لم أمنعهم مما فعلوا، أجل اتذكر دموعك و انت تقول لي لن يدخلوني منزلي عند موتي و لن تلمس أمي يدي لأن صندوقا خشبيا سيفصلنا و لكن أنا قلت لك: لااااااا و ألف لااااا ستدخل منزلك حتي بعد 20 سنة و ليس 4 سنوات، وف تلمس أمك و تحدثك....وقتها قاطعت حديثي و قلت: سيقولون أني ميت و لا ضرورة لإدخالي أو سيقولون أن الصندوق ثقيل و لا يستطيعون حملي...........هذا ما نطقت به أفواههم.......هذه حجتهم.......

سامحني أبي أرجوك سامحني.....أبي أكره عندما يقولون أني يتيمة فأنت حي بقلبي و روحي، أكره أن يقول أحد ما "لقد كان والها طيبا" لااااااااا فلازلت طيبا و حنونا، أكره أن ينسبوك للماضي فأنت حاضري و مستقبلي و أعيش لأجل إسعادك...أبي لا تتركني أتخبط و أضيع
و قطعت صمتي والدتي، هيا يا ابنتي، إمسحي دموعك و لنذهب فيكفي بكاءا فأبوك لا يحب أن يري دموعك.....


أبتي سأعود فلا تقلق، إلي اللقاء

19 أكتوبر 2008


هذه تدوينة إستثنائية
أشعر بالإختناق و أريد أن أتكلم و أصرخ مستعملة وسيلتي الوحيدة و هو أنت يا قلمي
آآآآآآه يا دموعي اليوم إنفصل قلبي عن جسدي،

آآآآآآه يا قلبي تركتني دون ان تودعني،

آآآآآه يا روحي رحلت تاركة جسدي هائما بدونك

آآآآ يا خدودي قد أصبحتي نهرا مليئا بنيران قد تجففك و تجعلك صحراء قاحلة

آآآآه يا زمن خنت العهد و أدرت ظهرك لي و اصطحبتها معك

سخرية القدر أني من إختار رحيلها و طعنها لي في الصميم

أجل سألتني هل لازلت صديقة العمر؟ أخبرتها أني لازلت أتألم

فقالت إختاري الآن بيني و بين الألم فقلت لها كنتي وهما و الألم لازال يؤلم

قالت إذن ماذا إخترتي؟ قلت لها إرحلي، أجل إرحلي فالجرح لازال ينزف

و أنتي تنكرين انك سبب الجرح، تنكرين أنك قتلتني و سلبتني روحي

لماااااااذا هذه الأنانية؟؟ ألم تعلمي أني بحثت عنك في عيونهم الساخرة؟

لِمَ لمْ تأتي و تخرسيهم؟ لا كنت بعيدة عني عندما إحتجتك؟

لِمَ لمْ تقولي لهم أنك صديقة العمر و لن تتركيني؟

بكيت و مسحت دموعي بيداي،نمت و إسمك علي لساني

أصحو كل صباح باحثة عنك و أنتي؟ أين كنتي؟

و الآن تقولين لي ماذا يعني ما حدث لك إنك بخير

إذن وداعا، إرحلي، إنسيني، و لا تنتظري أن أسامحك

16 أكتوبر 2008


علي أرضك يا بلدي

بعد ما طلبت مرشدة الإستقبال من الجميع النزول لمستودع السيارات و الركوب فيها إلي أن يحين موعد فتح الأبواب، كنت أسعد مخلوقات هذه الأرض، بعد دقائق سوف أشم نسيمك العليل يا بلدي، سأضمك برموش عينايا و أقبل ترابك الغالي، أجل سأركع لله شكرا و ألمس أرضك بجبهتي، ركب الجميع السيارة و الآن ننتظر أن تفتح أبواب الباخرة،لم يسكت الهاتف عن الرنين: ها إنتو فين؟ لسه؟ ماشي نتصل بعدين، فجأة فتحت الأبواب و إخترقت الشمس ظلام مستودع السيارات بالرغم من الأضواء الأخري و لكن ضوء الشمس مختلف، أجل يشعرني بالأمان و الدفء، يشعرني بأني أريد المُضِيَ قُدُما، آآآآه متي سينتهي هذا الصف؟

بعد عناء دام حوالي نصف ساعة وصلنا إلي آخر محطة و هي التفتيش، كنت قد إفترقت عن أصدقائي كل في لجنة مختلفة، و أنا؟؟ نزلت من السيارة حاملة الجوازات أنتظر دوري، و كنت أنظر لسيارتي و أقول بيني و بين نفسي: أظن أن أمي إشترت إيطاليا كلها، ممممممم يا مصيبتاه يعني إذا طلب مني الشرطي إنزال كل الحقائب سأستغرق أيام لأرجعها، مسكينة أنتي يا سيارتي كم من الأطنان تحملين.

و كالعادة صمتي قد قطعه هذا الصوت: أهلا و سهلا.......أهلا بحضرتك، ها فيها إيه الشنط، في إلكترونيك أو حاجة من الحاجات إلي في القائمة؟ لا يا أفندم (بيني و بينكم كنت بحضر نفسي عشان أسمع نزلي كل حاجة) بس مقلش، آه والله، قال بس يا رب تقضي أجازة حلوة. و أنا هرولت و دخلت السيارة بعدها قلت شكرا، لم أصد نفسي و أنا أري أصدقائي في الجهة الأخري يحاولون فك الحبل علي حقائبهم، تركتهم و قد كنت متأسفة جدا و لكن قلبي و عينايا كانت تنظران إلي الجهة الأخري، كنت أحاول أن أري أحدا من أقربائي فجأة و بما أني السيارة الوحيدة المتجهة نحو الباب فلحظت أن أحده يلوح لي بيديه، أمعنت النظر و إرتسمت إبتسامة عريضة علي شفتيا و قلت لوالدتي إنه خاااالي، الحقيقة و كالعادة فضحت الدنيا بصوتي العلي و كانت الساحة ملآنة و كأن هناك زنزانة وراء تلك البوابة و نحن المساجين، حقا إنها سجاننا و جلادنا و منفانا، أتدرون عمن أتحدث؟؟ الغربة أجل الغربة التي فرقتنا عن الأحباب و الأصحاب، الغربة التي فرقت بيني و بين قبر والدي، آآآآه منها و من قسوتها.

رغدة يا رغدة رحتي فين يا بنتي حتخنقيني، هو أنا وحشك للدرجة ديه؟
آه آسفة، ده إبن عمتي، هو أغلي أخ في الدنيا
رفعتي راس أبوكي و هو أكيد فخور بيكي و إلي ربي ما ماتش
فعلا أبي يعيش داخلي و أمام عيني....
هيا، الآن سيركبخالك معكم و أنا سآخذ أخاك و إتبعيني

كان الجميع سعيدا و انا مشتاقة جدا لبلدتي و عائلتي، و إنطلقنا و قد توكلنا علي الله، كنت أتبع إبن عمتي و هو كان بين الفينة و الأخري يخرج يده من نافذة السيارة كأنه يقول هيا إسبقيني إن إستطعت، طبعا هو يعرف أني لا أعرف الطريق لهذا كان يفعل ذلك، و في أول إستراحة توقفنا فقد أردت إستعمال الهاتف

مين معايا؟
يا عم لا سلام و لا حتي آلو
هو إنتي؟ عايز أعرف ليه مفتشوكيش؟
عشا أنا رغدة هههههههه
لا فالحة و الله مش مصدق و الله يا معارف يا حظ و أنا عارف حظي و حظك أحلي من بعض يبقي معارف ههههه
منين يا عم؟ ما إنت عارف إني بكره الواسطة بعدين فكر كده مع إيطاليا إلي جايباها ماما، أكيد شاف إني لوحدي مستحيل أنزل أو أطلع الشنط في أقل من ليلة هههه طب قولي بالحق هو إنت بتسوق؟
آه بتنيل و أسوق بس أقنعتيني هههههه
أمال ههههههه طب ماشي نتكلم بالليل، هو فاضل ساعة و أوصل للبيت يلا سلام
سلام
إستني إستني، لا إلاه إلا الله
(بإبتسامة) سيدنا محمد رسول الله

و إنطلقنا ثانية و لا ننسي توكلنا علي الله، لم يبقي الكثير و الآن إن تركني إبن عمتي وحدي لن أتوه. كان يدور في ذهني شيئ أتمناه دائما " أمي أطلبي من حكيم أن يذهب و نحن وجهتنا الأولي لن تكون البيت"
إذن إلي أين؟ بكل إستغراب........
إلي أين تعتقدون أني ذهبت؟؟؟؟

12 أكتوبر 2008

11 أكتوبر 2008



اليوم المنتظر

12 أغسطس الساعة 6.30 صباحا

رن الهاتف، نظرت فرأيت أنه أحد أصدقائي، آآآه نسيت أن أقول لكم أننا سنسافر بثلاثة سيارات، أنا، زميلي و صديقتي، سيكون زميلي هو القائد و سيكون من سيرشدنا نحو الطريق، أنا في الوسط و صديقتي ورائي.

يعني كده و لا كده مش حتوه هههههه ما أنا في الوسط

آلو صباح الخير

مالك صوتك يقول إن بقالك سنة منممتيش، يا بنتي متخفيش، الحادثة إلي حصلت من 3 أيام مش حتحصل تاني و إحنا معاكي إنتي بس توكلي علي الله.
إنت عارف إني خايفة من قبل إلي حصل و زاد خوفي..................
في ثانية شفت الحادثة بين عينيا، أيوة من 3 إيام خرجت بالعربية فحب واحد يعدي قدامي بعربيته فضرب في مقدمة عربيتي بس محصلش حاجة، انا اتخضيت و اهو النتايج إني خايفة.

جهزت و وضعنا كل الحقائب في السيارة و جلست أمام المقود و قلت في سري توكلنا علي الله. كنت ساكته طوووول الطريق بس التليفون مسكتش و كان هيكل صديقي يتصل كل ربع ساعة و يقول

ها إزياها لسه خايفة؟ يا طنط قوليلها متفكرش في أي حاجة و تركز بس

كنت سامعة كلامه عشان ماما معليا صوت الموبايل بس كان ذهني مع أسطوانة كنت حطاها، كان قرآن كريم....ساكته و بسمع

بس خايفه من جوه أويييييي.... طول الطريق كده ......سكوت و سكينة

بس فجأة شايفة غادة بطلع سندويش، طبعا هيا فاكرة إني بسوق و هايمه مع همومي

غاااااااااادة (لو كانت العربية بركان كانت انفجرت من صراخي) ايه ده؟ مش قلنا مفيش أكل في العربية؟ نسيتي القواعد؟؟؟ نعيدهم تاني : لا أكل في العربية، لا شرب ، اه طبعا ما انا حنظف مش إنتم، لما نوصل لتونس بالسلامة مفيش دخول للعربية قبل متنظفوا كل ماهو ضار بغاليتي، آه مش تروحوا البحر و تطلعوا ب 7 كيلو رمل...الشبابيك الي ورا متنفتحش خاااااالص أصل الغبار في تونس مش حيرحمنا، في هوائي في العربية يثلجكم ماشي؟

غادة و هيا بترجع السندويش الشنطة: بيان صادر عن حاكمة الأحكام المؤبدة رغدة.

ماما ساكته بس بتضحك و اكيد بتقول "البنت اتجننت لا حول الله"
كانت الأمور علي ما يرام إلي أن وصلنا للطريق الجبلي الذي يوصلنا للميناء، كنت مرعوبة من جواية، أصل في معلومة غايبه ن بال الجميع، رغدة عدوة الأماكن العاااااااالية و ده فكرني بحادثة ظريفة حصلتلي في باريس تحديدا علي برج إيفل، كنت في رحلة مع الدراسة و قبل ما نطلع سألتنا الأستاذة في حد فيكم بيخاف من الأماكن العالية؟ طبعا الكل كان بيفكر في كيف سيري باريس من أعلي برج و أنا نسيت اصلا أني ممن يغمي عليهم إذا صعدوا أماكن عاليه... و زي ما يقول عبد الحليم حافظ و إبتدي المشوار.....طالعين طالعين و انا بشوف اني ببعد عن الأرض، رفعت راسي لفوق عشان مببصش تحت، الأستاذة قالتلي في حاجة؟ لا لا أبدا أنا بتأمل السماء ههههههه و خلاااص وصلنا للآخر و فجأة أقع أرضا و يغمي عليا و لم أستفق سوي و الجميع حولي يحاول إيقاظي، بيني و بينكم مكنتش عايزة أصحي عشان عارفة مستنيني إيه ههههههه..
رغدة يا رغدة انتي بتضحكي ليه؟؟ ضحكينا معاكي يا بنتي......طبعا غادة هيا الي رجعتني للواقع بد ماكنت ناسية الجبل و بعد علي الأرض. و أخيرا وصلنا الميناء بخير.....الحمد لله، نزلت من سيارتي و ركعت لله و رفعت يديا لله شكرا لاني وصلت سالمة... أمي كانت سعيدة والله و أنا أيضا سعدت كثيرا.....و ذهبت كي أقوم بطباعة الجوازات و نستعد للصعود إلي الباخرة....


آسفة علي إطالتي و إنتظروني علي متن الباخرة و حكايتي مع البحر


10 أكتوبر 2008





يا تري مالي؟؟؟


يوم 11 اغسطس علي الساعة 16.30


كنت كأني مقدمة علي حرب عالمية، أخذت كل ما يلزمني لتلك الحرب، ماء، مواد تنظيف، حتي إني إرتديت ثيابا خصيصا لتلك الحرب و بينما أسير نحو ضحيتي قطعت شرودي أختي التي لا تسكت

رغدة إنتي مش خايفة عشان بكرة
(بصيتلها بصة كانت حتموت بعدها)
و حخاف ليه يا بنتي؟؟ ده أنا رغدة... أحم أحم، صحيح واخداه بقالي شهرين بس مش خايفة (كنت من جوايا بموت).
وصلنا لساحة المعركة، و ضحيتي تنتظر ساكنة ساكتة.
حنبتدي منين؟؟شوفي يا رغدة انا حتفرج و بس و إنتي روقيها كده عشان تليق بيكي بكرة.(إبتسامة ساخرة)

نعم يا ست غادة؟؟؟ يعني إيه؟؟صحيح أنا صاحبتها بس إنتو معايا....
(مالهم عليا؟؟ الكل بيقولي بتاعتك و لازم انتي تهتمي بيها، في ايه؟طيب يا حبيبة قلبي حظبطك و أروقك آخر رواقان )
و ابتديت بالكراسي و كل حاجة جوها مش لازماني طلعتها، مسحت زجاج النوافذ و العجلات و كله يلمع و متروق، حسيت إن العربية بتبتسم و بتشكرني.......
عدت إلي المنزل و ضحايا هذه الحرب كانت وجهي و ملابسي و لكن هناك شيئا آخر يشغلني
كان وجهي أصفر و لم أكن رغدة كل يوم
تنهدت و قلت لأمي:

ماما بقالي شهرين واخدة رخصة السواقة أسبوع واخدة العربية و عمري ما سقت في الطريق السريع و في 100 كم. إزااااي فهموني؟ و عشان نوصل الميناء لازم 4 ساعات و انا بسوق. ماما سامعاني؟
خليها علي الله يا بنتي
بجد كنت حموت ن جوه، حسوق إزاي؟ و امسافة بعيدة كده، حاولت أقنع نفسي إني أخذت الرخصة عن جدارة و بعرف أسوق بس مقدرتش حتي العشاء لم أذق منه شيئا، كنت أكلم نفسي و تكاد الدموع أن تطلق العنان و تنهمر، أمي كان مشغولة لإنشغالي و لكنها لم تنطق و لا حتي بكلمة و إذا بصوت يخترق ذلك الصمت.
يا رب يكون البيت دايما كده هادي، لا حس و لا خبر لرغدة.ده أخويا، بصيتلو و رجعت لهواجسي، ماما طلبت من أن أرتاح و لو ساعة واحد فلسفر طويل، 4 ساعات نحو الميناء و 19 ساعة في البحر، لم أستطع النوم و إذا بأمي تأتي نحوي بكأس حليب و قالت لي أشربي ربما ترتاحين قليلا.........
لن أكذب عليكم لم أكن أتمني أن يأتي الصباح و لكن لم يكن قد تبقي الكثي لبزوغ الفجر......
لم أنم ساعة واحدة و لكن قلت في نفسي (لو كان أبي عايش مكنتش إنشغلت كده، أكيد كان حيسوق هو و أنا أناام بقي براحتي، ليه سبني يا بابا؟؟ و نزلت دموعي رغم محاولاتي كي أحبسها و لكنها أحرقت خدودي، أجل و الله شعرت بلهيب يشتعل.
أتت أمي لغرفتي و قالت: يلا صلي الصبح و حضري نفسك و ما تشغليش بالك.
قلتلها بصوت كأنه أتي من بعيييييد لقد قطعت تذكرة الموت منذ أن أخذت تلك الرخصة.....ندمت لأني نطقت بتلك الكلمات فهي من أصرت لآخذها.... نهظت و أنا أجر أذيال الخيبة ورائي متمنية أن تريحني الصلاة.......

6 أكتوبر 2008



نقول بسم الله الرحمان الرحيم
عايزة احكيلكم عن اجازتي و ما سبقها بيوم واحد
يوم 11 اغسطس هو اليوم الذي سبق موعد السفر,اليوم ده كان نقطة تحول في حياتي من 3 سنين تقريبا و من ساعتها كنت و كل ما يجي اليوم ده انعزل في غرفتي و لا اكلم احدا, ابكي اصرخ داخل نفسي حتي اني اكلم نفسي, اسال نفسي سؤالا واحدا لما تركتني??
اتدرون ماهو هدا اليوم??
انه يوم الفراق, يوم تركني والدي و رحل, يوم شعرت باني لم اعد املك روحا بل اخد هو روحي

يومها لم اعي ما حدث, كنت الي جانبه اقرا سورة الواقعة فهو يحب سماعها,لا ادري ان كان يسمعني فقد كان في غيبوبة و الاطباء يومها قالوا لي ربما يسمعكي,قرات وقرات و قرات,كنت بين الفينة و الاخري اتفقد دقات قلبه,كان يدق فقررت ان اقول له شيئا.
قلت: ابي هل تسمعني??? ارجوك اجبني, لا لا لا تجب فقط ابتسم لي لاشعر انك تسمعني, ابتسم اجل ابتسم و لكن لم يجد القوة الكافية ليكلمني, قلت له ابي ان كنت تريد الذهاب فاذهب و لا تخف علينا فقد ربيتنا سنبقي ناسجين علي منوالك, ابي ان كنت قلقا فلا تقلق ساتحمل المسؤولية و لن اخذلك, فخنقتي الدموع و العبارات و صمتت صمتا طويلا و عدت لقراءة القران. بعد ساعة تقريبا سمعت صافرة مدوية كاني اري فيلما يموت فيه المريض بعد دوي الاجهزة. ركضت للطبيب ناديته فطلب مني الخروج من الغرفة,خرجت و انا لا ازال ممسكة كتاب القران, و الممرضون مستغربون,كنت اقرا اسالتهم من خلال تلك النظرات المستعجبة, ماذا تفعل??? و ماالكتاب الذي تمسك به??
قطع تلك التساؤلات طبيب ابي المعالج و قال هيا ادخلي لقد سيطرنا علي الوضع, كانت الساعة الواحدة صباحا من يوم الخميس الحادي عشر من اغسطس 2005. بعد ساعتين تقريبا ذهبت لاري ضغط ابي هل هو بخير, تسغربو كيف لي ان اقيس ضغط ابي او اري دقات قلبه, فانا اظطررت ان ادرس هذه الاشياء لاجل ابي فقد كان ملازما الفراش مدة اربع سنوات لا يحرك قدمنا او ساقا. كنت انظر نتيجة الضغط فلم تعطني شيئا. فاخذت اتحسس دقات قلبه.... انه لا يدق, اجل قلب ابي توقف, هرعت للطبيب ناديته فاذا به و بعد دقائق يضع لحافا ابيضا علي وجه ابي, قلت له ماهذا??? قال انا اسف والدك قد توفي منذ ان دوت تلك الصافرة و لكن م نردان نصدمك...
ماذا???? ساعتين كاملتين و انا جالسة الي جانبه و هو قد رحل دون ا يودعني???اجل رحل و تركني.
كنت ابكي و لدموع تنهمر ذ باختي تدخل غرفتي و تقول هيا بنا علينا ان نغسل السيارة....
لقد قطعت عليا حبل ذكريات كانه وقع اليوم.
كل يوم 11 اغسطس يحدث معي هذا و لكن هذه السنة يختلف لاني تعودت مثل هذا اليوم ان ازور قبره و ابقي ساعات و انا احدثه و لكن هذه السنة تختلف فهو في تونس و انا في ايطاليا و لكن بعد يومين سازوره فقبل ان اضع امتة السفر ساذهب اليه...
و عادت اختي ثانية هياااا لدينا الكثير لنفعله.............
مات والدي و عمرها 7 سنوات لا تتذكره فكلما رسمت كانت ترسم غرفة فيها سرير و حوله اشخاص تقول اننا نحن لكن لا ترسم من علي السرير فهيا تقول انه لا تتذكر ملامحه...
و خرجت من الغرفة كي لا اجعل كل العائلة كئيبة مثلي, رسمة ضحكة مصطنعة و خرجت.......

4 أكتوبر 2008

أصدقائي و زوار مدونتي
كل سنة و انتم بصحة و سلامة و عيدكم مبارك
انا رجعت من الأجازة من أسبوعين،كان أجازة فيها الحلو و الوحش
ايه رايكم احكيلكم عليها؟؟؟
حستني موافقتكم
صديقتكم رغدة