10 أكتوبر 2008





يا تري مالي؟؟؟


يوم 11 اغسطس علي الساعة 16.30


كنت كأني مقدمة علي حرب عالمية، أخذت كل ما يلزمني لتلك الحرب، ماء، مواد تنظيف، حتي إني إرتديت ثيابا خصيصا لتلك الحرب و بينما أسير نحو ضحيتي قطعت شرودي أختي التي لا تسكت

رغدة إنتي مش خايفة عشان بكرة
(بصيتلها بصة كانت حتموت بعدها)
و حخاف ليه يا بنتي؟؟ ده أنا رغدة... أحم أحم، صحيح واخداه بقالي شهرين بس مش خايفة (كنت من جوايا بموت).
وصلنا لساحة المعركة، و ضحيتي تنتظر ساكنة ساكتة.
حنبتدي منين؟؟شوفي يا رغدة انا حتفرج و بس و إنتي روقيها كده عشان تليق بيكي بكرة.(إبتسامة ساخرة)

نعم يا ست غادة؟؟؟ يعني إيه؟؟صحيح أنا صاحبتها بس إنتو معايا....
(مالهم عليا؟؟ الكل بيقولي بتاعتك و لازم انتي تهتمي بيها، في ايه؟طيب يا حبيبة قلبي حظبطك و أروقك آخر رواقان )
و ابتديت بالكراسي و كل حاجة جوها مش لازماني طلعتها، مسحت زجاج النوافذ و العجلات و كله يلمع و متروق، حسيت إن العربية بتبتسم و بتشكرني.......
عدت إلي المنزل و ضحايا هذه الحرب كانت وجهي و ملابسي و لكن هناك شيئا آخر يشغلني
كان وجهي أصفر و لم أكن رغدة كل يوم
تنهدت و قلت لأمي:

ماما بقالي شهرين واخدة رخصة السواقة أسبوع واخدة العربية و عمري ما سقت في الطريق السريع و في 100 كم. إزااااي فهموني؟ و عشان نوصل الميناء لازم 4 ساعات و انا بسوق. ماما سامعاني؟
خليها علي الله يا بنتي
بجد كنت حموت ن جوه، حسوق إزاي؟ و امسافة بعيدة كده، حاولت أقنع نفسي إني أخذت الرخصة عن جدارة و بعرف أسوق بس مقدرتش حتي العشاء لم أذق منه شيئا، كنت أكلم نفسي و تكاد الدموع أن تطلق العنان و تنهمر، أمي كان مشغولة لإنشغالي و لكنها لم تنطق و لا حتي بكلمة و إذا بصوت يخترق ذلك الصمت.
يا رب يكون البيت دايما كده هادي، لا حس و لا خبر لرغدة.ده أخويا، بصيتلو و رجعت لهواجسي، ماما طلبت من أن أرتاح و لو ساعة واحد فلسفر طويل، 4 ساعات نحو الميناء و 19 ساعة في البحر، لم أستطع النوم و إذا بأمي تأتي نحوي بكأس حليب و قالت لي أشربي ربما ترتاحين قليلا.........
لن أكذب عليكم لم أكن أتمني أن يأتي الصباح و لكن لم يكن قد تبقي الكثي لبزوغ الفجر......
لم أنم ساعة واحدة و لكن قلت في نفسي (لو كان أبي عايش مكنتش إنشغلت كده، أكيد كان حيسوق هو و أنا أناام بقي براحتي، ليه سبني يا بابا؟؟ و نزلت دموعي رغم محاولاتي كي أحبسها و لكنها أحرقت خدودي، أجل و الله شعرت بلهيب يشتعل.
أتت أمي لغرفتي و قالت: يلا صلي الصبح و حضري نفسك و ما تشغليش بالك.
قلتلها بصوت كأنه أتي من بعيييييد لقد قطعت تذكرة الموت منذ أن أخذت تلك الرخصة.....ندمت لأني نطقت بتلك الكلمات فهي من أصرت لآخذها.... نهظت و أنا أجر أذيال الخيبة ورائي متمنية أن تريحني الصلاة.......

هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

كل ده عشان هتسوقي ايه يا بنتي انت محسساني انك رايحة حرب بجد المهم طمنيني جرى ايه بعد كده..
خير ربنا ييسرلك ويوفقك
كل ودي

mohamed ghalia يقول...

إيه يابنتى ده كله جمدى قلبك الموضوع بسيط.
أول زيارة بس ليه كاتبه إنى الأحزان كسرتك ده كلام كبير قوى.
لو حبيتى انا كاتب موضوع جديد بعنوان ابتسم. يمكن يرجعلك البسمة
تقبلى تحياتى
دمتى بود

Eno يقول...

اكيد وصلوتو بالسلامه وانتي مرفوعة الرأس وكمان موجوده بينا بسلام اهو وبتحكيلنا :)

رحيق الحياة يقول...

كاتب مصري

عارف لما تحس انك مسؤول علي ناس تانية غيرك؟ لما تحس إنك مش واثق إنك تقدر تعمل الحاجة ديه؟ لما تكون مش عارف مستنيك ايه؟ لما الكل يكون معتمد عليك؟

ده كله بجد حرب كانت موجودة

رحيق الحياة يقول...

mohamed ghalia

اولا مرحبا بيك زائر دائم و ضيف في مدونتي......والله الموضوع ماكان بسيط

كسر الأيام ليا موضوع طويل و جرح كبيييير، يمكن أنا ضعيفة و يمكن الدنيا كانت قاسية قوووووي معايا

حيكون ليا زيارة المدونتك إن شاء الله

رحيق الحياة يقول...

eno

أهلا و سهلا بيكي

أصبري و حتعرفي رجعت سليمة أو لا

بس أأكدلك إن النهاية كانت سوده هههه