قدرك النسيان أيها الطائر الحزين
بحثت عنه في يوم ماطر فوجدته في ذلك البرد القارس
أمسكت يده فمدها لي فأعطيته مظلتي و واصلت المسير
سمعته يُنادي بصوت حزين أنتي يا من لا أدري ما إسمها
فألتفت و قلت له سميني الطائر الحزين
وواصلت المسير كهارب من سجن بعد أن صار طليق
بخطوات تكاد أن تصبح سباق نحو الأمام وإذا بي قد إختفيت في ذاك الظلام......
علمت أنه لم يعلم من أنا و علمت أنه قد نسي ذلك الزمان،
زمان كنا فيه معا و فرقتنا الأيام
و لكن الصدفة جمعتني به اليوم فعرفته دون أي نسيان
و نسيني دون لحظة من الذكريات
لا أبكي علي الأطلال إنما أروي حكاية عدي عليها زمان
أجل حكاية حكيتها لورود ذبلت بعد أن سقيتها لأعوام
ورود سقيتها بدموع الحزن بعد أن كانت دموع فرح
علمت أنه لا فائدة فمن نسي قلبي فمصيره طيات النسيان
عندما مددت له يدي ظننته سيتذكر اليد التي طالما ساعدته ليتقدم إلي الأمام
لكن هيهات.......لا حل مع ناكر للجميل أدار ظهره عندما إحتجت لمُعين
كما قلت لا يجب أن نبكي علي الأطلال و لنتخيلها كحبات رمل أمسكناها فتبعثرت بين أصبعنا
حتي و إن حاولنا إبقاء تلك الذكريات فستمحيها ألام الزمان فإذن لما لا نتقدم دون آلام و معاناة؟
أري تلك الذكريات كأوراق الشجر الذي يتساقط أثناء الخريف مسببا العراء لشجرة حملته.....
و لكنها سنة الحياة
نبض الخيال من معاناة الزمان.................