23 أكتوبر 2008



أبتي لقد عدت

كنت أقترب أكثر فأكثر، كانت نبضات قلبي تتسارع كلما إقتربت، نسيت كل شيء و أخذت أجري متجهة نحوه كأنه يناديني أو كأني أري يديه تستقبلني لتضمني، و لكن هيهات......وصلت إليه لكن لم يكن موجودا أمامي، وصلت إليه و قد أحكمت ضم نفسي كي أشعر بأنه يضمني... جلست و قلت مرحبا أبتي، و لكنه لم يرد...هل أنت غاضب يا مني يا أبتي؟ ثانية لم يجب....معك حق، تركتك و رحلت، أجل فرقتنا الظروف يوما و هي نفسها من جمعتنا و لكن القدر فرقنا في المرة الثالثة، أجل أنا مقصرة جدا و لكن ألا يصلك سلامي كل يوم؟ أجل أحاكي نسمات الهواء و أقول لهاسلمي علي أبتي، أرفع يدايا في كل صلاة و أطلب من الله أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.....ألازلت غاضبا؟؟آه يا أبتي مرت شهور و أنا أنتظر هذه اللحظة كي أحدثك فيها، أتسمع قلبي؟؟ أتسمع نحيبه و عتابه علي الأيام؟ أبتي من دونك أنا جسد من دون روح، من دونك أنا بدون إسم، لا وطن و لا منزل لي غير اللجوء لله علٌه يخفف هم القلوب، أبتي هل أنت راض عني؟ أقسم أني أفعل المستحيل كي أرفع إسمك فوق السحاب، أتذكر أحلامنا؟ يوم نظرت لي و إبتسمت ثم قلت لي: كبِرت و خوفي أن أترككِ، يومها قلت لك أنت معي و ستبقي معي و لن يفرقنا أحد، حتي الموت لن يكون حاجزا بيننا. أبي علمتني كل شيئ إلا شيئا واحدا فقط..... و هاأني أدفع الثمن، أجل علمتني أن نضحك معا و أن نبكي معا، علمتني أن نبتسم معا و أن نغضب معا، علمتني أن نصفق معا و أن نتقاسم تجديف مركب الحياة و أن نصل لبر الأمان معا، علمتني أن أحلم لأجلك و أن أنتظر قدوم الغد لأراك تبتسم فيه، أبي و لكنك نسيت أن تعلمني شيئا واحدا و هو أن أعيش من دونك، أجل لم تعلمني ذلك و تركتني دون توديعي بل و بقيت في قلبي تلك اللحظة عندما أخذوك من المطار دون أن تدخل منزلك، أنا آسفة يا أبتي لأني لم أمنعهم مما فعلوا، أجل اتذكر دموعك و انت تقول لي لن يدخلوني منزلي عند موتي و لن تلمس أمي يدي لأن صندوقا خشبيا سيفصلنا و لكن أنا قلت لك: لااااااا و ألف لااااا ستدخل منزلك حتي بعد 20 سنة و ليس 4 سنوات، وف تلمس أمك و تحدثك....وقتها قاطعت حديثي و قلت: سيقولون أني ميت و لا ضرورة لإدخالي أو سيقولون أن الصندوق ثقيل و لا يستطيعون حملي...........هذا ما نطقت به أفواههم.......هذه حجتهم.......

سامحني أبي أرجوك سامحني.....أبي أكره عندما يقولون أني يتيمة فأنت حي بقلبي و روحي، أكره أن يقول أحد ما "لقد كان والها طيبا" لااااااااا فلازلت طيبا و حنونا، أكره أن ينسبوك للماضي فأنت حاضري و مستقبلي و أعيش لأجل إسعادك...أبي لا تتركني أتخبط و أضيع
و قطعت صمتي والدتي، هيا يا ابنتي، إمسحي دموعك و لنذهب فيكفي بكاءا فأبوك لا يحب أن يري دموعك.....


أبتي سأعود فلا تقلق، إلي اللقاء

هناك 9 تعليقات:

abo salah يقول...

بعد السلام عليكم

كل ما استطيع قوله أن كلماتك العذبة الرقيقة فى تعليقك الأخير عندى جعلتنى أخجل من الوقوف أمامها ساكنا دون أن اعبر عن مدى امتنانى وسعادتى بها

الأجمل من أنك تخرج من حزنك بسلام أن تجد أشخاص حولك فارحين بخروجك هذا وأن تجدهم يشعرون بما أنت فيه يقلقون .. يحزنون لحزنك .. يتمنون مساعدتك
هذا هو حقا ما أسعد به كثيرا .. الإخلاص وحب الناس

كلماتك أخرجتنى من قوقعة الصمت لكى أرد عليكى وأشكرك

أنا كمان يا رغدة فرحت جدا بعودتك بعد ما غيبتى فترة طويلة .. واعذرينى على عدم المتابعة والتواصل طوال الفترة دى

أشكرك مرة ثانية على مشاعرك النبيلة
وأدام الله سعادتك ورزقك بالخير حيث كان

أعتذر أننى لم اقرأ البوست

خالص تحياتى واحترامى

romansy يقول...

ما تلك المشاعر الرقيقه التى احييت فيه ذكرى والدى
فكل الاحساس الصادق الذى تعيشينه فقد عشت انا مع كل حرف فيه
فارجوكى كونى فرحه كما تعود ان يراكى والدك رحمه الله سعيده
فانه حى لا يموت فى قلبك

بحبك اوى يقول...

تحياتى ليكى يا رغدة



ملك الرومانسية


يقدم تحياته للمدونة وصاحبة المدونة



الجميلة

momken يقول...

ياه ه ه ه
حلوة اوى
ربنا يخفف حزنك

ويرضى عنك ولديمك ويجعلهم سبب فى رضى الله عنك

تحياتى

رحيق الحياة يقول...

أبو صلاح

عندما رأيت رسالتك أقسم أن الفرحة إجتاحت كياني و إنتشلتني من كمٌ الحزن الذي أحاط بي.

لم أبالغ في أي كلمة كتبتها لك، إنما قلت ما يتحتم عل أي صديق فعله لأجل صديقه، أجل نحن أصدقاء و إن وجدتني ساعة الفرح و السعادة و إختفيت ساعة شعورك بالوحدة و ما أنت عليه فلن أكون صديقتك و قد شعرت بألم معني أن لا تجد صديقك إلي جانبك.
سعيدة جدا لأني تنفست رائحة كتابتك من جديد و لا تنسي فنحن ننتظرك

لا تشكرني فلم أفعل شيئا يستحق الشكر

رحيق الحياة يقول...

رومانسي

دائما ما تخجلني كلماتك و دائما تسعدني بخطوطك الرقيقة التي تخط بها في مدونتي المتواضعة جدا


أعدك بأن لا أعيش فترة الحزن طويلا و فعلا إنما والدي حي في قلبي

تحياتي

رحيق الحياة يقول...

بحبك أوي

تحياتي أنا كمان لك و لمدونتك

رحيق الحياة يقول...

ممكن

شرفتني بأول زيارة لمدونتي المتواضعة و يااااااه دعوتك حلوه أوي

دمت في رعاية الله

تحياتي

رغدة

Raghda Rashad رغده رشاد يقول...

بصى يا رغده انا بجد مش عارفه اقولك ايه قبل ايه

اقولك انى اسمى على اسمك

و لا اقولك ان مشاعرى ناحية والدى هيا دى بالظبط

و لا اقولك انى اد ايه بكره كلمة يتيمة ومبسمحش لحد يقولها

انا هاقولك انى مبعرفش اتكلم عن بابا كانه ماضى لدرجة ان فى ناس اتفاجئوا انه رحل من طريقة كلامى

و انى بفرح بيه فى احلامى و كل فرحتى لما اشوفه مرتاح و مبتسم و متطمن

عايزاكى تقرى البوست ده
http://righowho.blogspot.com/2008/02/blog-post_05.html

و يارب تحسى بحاجة كدا زى اللى حستها