18 مارس 2008





والدي



قلبي و عينايا تبكيان

سألت قلبي ما بك؟
قال:

القهر الذي اشعر به لم تداوه لا الايام و السنين و لكن هذا الكلام....اطفء جزءا من الهم الذي بداخلي و جزءا من نار الزمان

هذا الزمان الذي اذاقني كل انواع العذاب و الاحزان

و ها ان العذاب و الفراق لا زالوا رفقاء هذا الدرب

ثلاث سنوات مرة علي ذلك الفراق و انا لا زلت هنا

ماذا افعل?هل اغرس خنجرا بداخلي كي اقتل الذكريات

ام اكمل طريقي و انا اتالم و ابكي ذلك الفراق

ااه يا ابتي كم مضي علي تلك الساعة.مضت الايام


و انا لا زلت ابكي ذلك الفراق الاليم و اقاسي

ااه يا ساكني و مالكي ماذا فعلت كي تحرمني منك

ماذا فعلت كي تهجر القصر الذي بنيناه حجرا تلو الاخر

من سيسكن قصرك الذي بني لاجلك.قصر بنته يداك

قصر بنته ابتسامتك و نصائحك و قلبك الكبير

كثير هو كلامي عن الفراق و كثيرة هي الدموع التي تبكي هذا الفراق

تستغربون لماذا لم اسال عيناي عن سبب دموعها

فاقول:كيف لي ان اسال صديقة الالم و الاحزان

كيف لي ان اسال رفيقة الدرب و الايام

كيف لي ان اسال من سكنت عيوني الي الابد

فقد مسحت دموعي و لمست فيها مرارة الهم

لمست في دموعي حرارة الشمس و برود الثلج

فلن اعيش بدونك يا دموعي

فلقد وجدتك ايام الحزن و لحظات الابتسامة

اشكرك من كل قلبي فانت الحنونة علي الامي

17 مارس 2008


15 مارس 2008

بلدي تركتك و تركت الذكريات ورائي... تركت بيتي و تركت مدرستي..تركت الصديق و الصديقة...تركت احلام الطفولة... تركت الازهار التي طالما سقيتها و لا طالما بكيت علي اورقها... اه لو تعلمون ما حدث لازهاري...قجد ذبلت و حزنت علي قبل رحيلي بدقائق.. رايتها تحتضر و تتوسل باسم ايام السهر و اسراري التي حملتها و دموعي التي تحملتها دهرا.....رايت اوراقها تتساقط مودعة صديقة الطفولة... كتبي التي حملت احلامي و اوراقي التي رسمت فيها خط مستقبلي......نظرت اليها و اخذتها بين يدي و ضممتها الي صدري و قلت لها....يا كتبي انتي مرافقتي الي اخر الدرب فكيف اسير و اتركك و احلامي ورائي....فنظر الي خط مستقبلي و ضحك ضحكة المستهزء و قال و انا ماذا ستفعلين بي...... فانا رسمت لاكون هنا و لا استطيع ان اخرج عن منطقتي..... فقلت مثلما رسمتك يوما ما فساكمل رسمي لك و ستكون خط مستقبلي في كل مكان...... فضحك و قال اذا انا رسمت لاولد في بلد غير الذي رسمت فيه....صرخ في وجهي و قال....لا و الف لا...انا اريد ان نصنع اول خطوة مستقبل هنا....ابتسمت ابتسامة حزينة... و قلت له..... رسمتك هنا و قد ولدت منذ ان رايتك طريقا ينير حياتي...اذا فانت مولود هنا.... في قلبي...فضحك و طئطء راسه و قال لقد فزت و انا معك اينما كنتي....
ودعت مدرستي و ودعت طاولتي...ودعت السبورة التي لا طالما كتبت فيها....ودعت اساتذتي و كتبت لهم رسالة شكر... قلت لهم فيها....يا من زرعتم في قلبي احلاما و امالا...يا من شجعتموني و انبتموني لمصلحتي....اشكركم من كل قلبي.... اشكركم و اعتذر ان كنت شقية في بعض الاحيان.....شكرا جزيلا لكم.....ودعت مدرستي و الدموع اغرقت عينايا......اخر يوم بك يا بلدي....ماذا سافعل....رفضت النظر لبنات عمي و رفضت النوم من دونهم......سافترق عمن عشت معهم 15 عاما...سفترق عمن ضحكت معهم و بكيت معهم....لم اصدق...ساعات قليلة و رايت الشمس قد ابشرت بقدوم ذلك اليوم....نظرت لهم و قلت...لا اريد دموع...الان سترتاحون من هرجي فافرحوا...و اذ بي ما ان انهيت تلك الكلمات لم اسمع سوي بكاء...فبكيت و بكيت....بعد ساعة وجب علينا الرحيل...قلت لهم اعتنو بحديقتي و ازرعوا لي ورودا اخري و احكوا لها عني..... خرجت من المنزل دون ان التفت الي الوراء.....امي..اخي و اختي كانو معي و لن كانت تبكي بحرقة هي انا...اتدرون ماذا فعلت.....قبل ان اركب الطائرة......جلست امام الجميع علي ركبتي و قبلت الارض التي طالما مشيت عليها....قبلتها و سقيتها دموعا.....و هاذا هو ما حدث لمغتربة مثلي و هذا من اول ايامي غربتي الدائمة....